Wednesday, January 28, 2009

ذكرى حفرها الزمان















كم أدركت أن الأنسان ضعيف....لحظات قليله تلك التى كانت تفصل بينى وبين الموت...لحظات توقف فيها الزمن كليا...وتصم الآذان...تشعر وكأن الكون من حولك سراب...تشعر كأن حاله الهرج من حولك كأنها حلم...كابوس صامت...وكأن الاحداث تتوالى ببطء شديد...وجوه تمر..تظهر وتختفى...لقطات..ومضات لمشاهد...ذكريات ومخاوف...كل ما حولك لا يبدو حقيقى...ولكنك تشعر به...هذا الالم الرهيب الذى بك لابد وأنه حقيقى...ألم ورعب ودهشة وذهول...واحساس بداخلك يصرخ "لا...هذا لا يحدث لى!!!!" ولكن عقلك يدرك تماما انه يحدث...مشاعر متضاربه...انت لا تدرى انت سليم ام مصاب...وتنظر من حولك...تبحث عن اصدقائك...تريد ان تطمئن..ولكن الألم اللعين مازال يحول بينك وبين أى شيء...حتى ان تفكر...تحاول ان تهدأ ولكن الصرخات من حولك تمنعك حتى من ترتيب افكارك...تريد البكاء..تريد ان تصرخ...ولكن شيئا ما يلجم لسانك...الذهول يجمد مشاعرك...وفجأه ينهار الحاجز النفسى...وتنهار السدود...ويسقط القناع...قناع الجمود الذى يغلفك...فجأه تخور قواك...وتتوقف عن الصمود...تسقط دموعك...وتخرج آهاتك عاليه...فجأه لا تقوى على التحمل أكثر...وكأن كل ذره من كيانك تصرخ ان هذا يكفى...أخيرا تخرج مشاعرك بحريه...تبكى وتتألم وتئن...وبعد ان تمر الساعات...وتختفى الأصوات...تراها وتسمعها بكل وضوح...تغمض عينيك فتسترجع كل لحظه وكل التفاصيل بدقه متناهيه...وتدرك ان الحادث قد اعطاك هذه الذكرى...ذكرى حفرها الزمان بعقلك وقلبك للأبد.