Monday, June 30, 2008

قصه حب


قصه حب
ركبا بجوارى فى العربه التى ركبتها لأسافر...امرأه ريفيه تدل ملامحها على انها فى العقد السادس من عمرها ومعها رجل يبدو فى العقد السابع تظهر على ملامحه امارات التعب والمرض...لا يستغرق الطريق فى العاده اكثر من نصف ساعه..ولكن فى هذه المده القصيره رأيت بعينى أسمى معانى الحب...صعدت المرأه الى العربه وهى تحمل فى يدها حقيبه ليست بخفيفه...وضعتها ثم التفتت الى زوجها..ساعدته على الصعود أجلسته ثم جلست هى..بدون تملل او تذمر..كانت تهتم به اهتمام اثار اعجابى..عدلت من جلسته حتى يكون فى اكثر وضع يريح عموده الفقرى المريض...اغلقت الزجاج بجانبه خوفا عليه من الهواء البارد..فهو مصاب بمرض ما فى الرئه...أخرجت كيس من الشطائر...وبدأت تساعده فى اطعام نفسه...وعندما اطمانت الى انه قد شبع..هنا فقط أخرجت شطيره وبدات تأكل هى ومن حين لآخر تنظر اليه لتطمئن عليه...وفى أثناء اكلها شعر هو بالنعاس..امسكته وعدلت من وضع رأسه ,أسندتها الى النافذه بجواره واطمأنت لارتياحه...ثم بدأت تتلو الدعوات له. فى عينيها رأيت كل الحب والحنان فى هذا العالم...رأيت نظره لا يمكن أن تراها إلا فى عينى أم تنظر إلى طفلها الرضيع وتهتم به وهو لا حول له ولا قوة...تخاف عليه من كل شئ ومن أى شئ...نعم..فقد شعرت بأنه هو طفلها الرضيع الذى توليه كل الاهتمام...شعرت منها بجو من الحب الجميل...حب من نوع آخر....نوع لم اره من قبل كثيرا...ليس الحب الذى نقرأ عنه فى الكتب والقصص...ونسمع عنه فى الاغانى...إنه حب من نوع اقوى وأعمق...حب ناتج عن العشره والحياه...حب يساوى الإخلاص والاهتمام والتفانى...حب ناتج عن شعورهما بأنهما شخص واحد...كيان واحد...نتج عن حياه دامت بينهما لحوالى اربعين عاما...حب ادركته هذه المرأة الريفيه الجاهله بفطرتها وطيبتها...ظللت أتابعهما بنظرى طوال الطريق ويزيد اعجابى بها لحظه بلحظه...تمنيت فى سرى ان لو كانت معى كاميرا تصوير لأسجل بها هذه اللحظات القليله...لحظات من الحب الصادق شوائب مادية...وعندما وصلنا إلى وجهتنا...ونزلنا من العربة...وقفت أتابعهما ...حب لم تلوثه المدنيه بعد...خال من أىببصرى حتى اختفيا من امامى...نسيت مواعيدى الهامه وتأخرى وقد اخذنى المشهد...فوقفت لأتفرج..كانا قد نزلا من العربه وحملت المرأه الحقبه والاكياس فى يد...واستند زوجها على كتفها الآخر...كان فى حالة من الوهن الشديد ويرمى بثقله كله عليها...وبالرغم من احمالها كلها ومن سنوات عمرها التى تخطت الخمسين..إلا انها سارت متماسكة ومفروده الظهر..حبها له وخوفها عليه جعلها تتحمل كل ذلك حتى تحميه من السقوط ومن السيارات الماره...ومازال فى عينيها نفس نظرات الاهتمام والخوف عليه..فياله من حب ذلك الذى يمنح هذا القدر من القوة